الأربعاء، 24 يونيو 2009

محمد عبدالتواب عبدالملك ـ دور الإدارة في تحقيق الجودة الشاملة في المدارس

دور الإدارة في تحقيق الجودة الشاملة في المدارس
يواجه العالم اليوم الكثير من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر في بنية التعليم وبيئته، وأهدافه، ومناهجه، و استراتيجياته , مما ينعكس أثره بالكامل على المنظومة التعليمية، و ذلك وفقاً لمتغيرات عصرنا الدائرة مع عجلة العولمة.
و تأتي "العولمة" أو "الكوكبة" كترجمة لكلمة (Mondialization) أو كلمة (globalization) و إن كانت الأخيرة أكثر استعمالاً من قـِبـَلَ الأمريكيين ؛ و العولمة مصطلح يعني : تكوين القرية العالمية , أي تحول العالم إلى ما يشبه القرية , لتقارب الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال و الاتصال.
لقد ادى ذلك إلى آن يحتل تطوير المؤسسات التعليمية الصدارة في البلدان المتقدمة، فالقرن الحادي والعشرين لن يقبل النظم التربوية المتواضعة ، فالانفتاح والتميز والإتقان والجودة هي خصائص هذا القرن ، ولا يمكن آن يحدث تقدما ملموس على المؤسسات التربوية إلا بضبط الجودة النوعية عن طريق التقويم الذاتي والتطوير القائمين على الشفافية والمشاركة والاستمرارية والتغيير والتجديد ، والانتقال نحو مفاهيم الإدارة العلمية الحديثة في التربية وإعادة تنظيم المؤسسات التربوية من اجل التطوير والإصلاح .
ومن ابرز الأنماط السائدة في الفترة الحالية هو تطوير المؤسسات وفق نظام إدارة الجودة ، إذ تعد فلسفة إدارية عصرية ترتكز على عدد من المفاهيم التي تعتمد عليها في المزج بين الوسائل الإدارية الأساسية والجهود الابتكارين من جهة وبين المهارات الفنية المتخصصة من جهة أخرى، من اجل الارتقاء بمستوى تحسين الأداء والتطوير .

ونظرا لأهمية الجودة الشاملة في أي مؤسسة بحيث تعد أساسا لآي عمل متقن وخاصة في مجال التعليم ، راء كثير من الدول المتقدمة تطبيق الجودة الشاملة في التعليم لتضمن خدمة تعليمية غير متذبذبة وانضباطا إداريا يوفر مناخا للتوسع والتميز من خلال :
- "ضبط و تطوير النظام الإداري في المدرسة نتيجة وضوح الأدوار وتحديد المسئوليات ".
- الارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب الجسمية، و العقلية، و الاجتماعية
و النفسية .
- ضبط شكاوي و مشكلات الطلاب و أولياء الأمور، ووضع الحلول المناسبة لها.
- زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريين والمعلمين في المدرسة .
- تلبية احتياجات الطلاب، و أولياء أمورهم، و المجتمع .
- توفير جو من التعاون و العلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين بالمدرسة.
- تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة،و التعامل معها من خلال الإجراءات الصحيحة، و الوقائية لمنع حدوثها مستقبلاً .
- التعاون و التكامل بين جميع الإداريين و المعلمين بالمدرسة و العمل بروح الفريق الواحد .
- تطبيق نظام الجودة الشاملة يمنح المدرسة الاحترام و التقدير المحلي والاعتراف العالمي " .

وبذلك أصبح تطوير النظام التعليمي من أهم التحديات التي تواجه الدول ، و كخطوة مهمة في طريق التطوير النوعي للتعليم بسلطنة عمان فقد تبنت وزارة التربية والتعليم نظام التعليم الأساسي تماشيا مع الاتجاهات العالمية في سبيل تطوير التعليم .
وهكذا كان من الضروري أن تنشأ علاقة بين إدارة الجودة الشاملة وفق ما تحدده وزارة التربية و التعليم لنظام التعليم الأساسي بسلطنة عمان من جهة , و كفاية مديري المدارس , في تطبيق ما تتطلبه إدارة الجودة الشاملة من جهة أخري .
الأمر الذي حدا بالباحث إلى التساؤل حول مدى الارتباط بين الكفايات الوظيفية لمديري مدارس التعليم الأساسي وآليات تطبيق إدارة الجودة الشاملة , وأثره العائد على الإستراتيجية المستهدف حسب خطة الدولة العامة , و المرجو تحقيقها من الجهة التربوية في السلطنة .
مع التأكيد على أنه من أهم الأفكار و المبادئ الأساسية لإدارة الجودة الشاملة هو التحسين و التطوير المستمر، فالجودة الشاملة ليست برنامجا مؤقتا محدد البداية و النهاية ، بل هي جهود مستمرة مادامت الحاجات و الرغبات تتغير و تتجدد0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق