الأحد، 24 مايو 2009

احمد شحاته محمد حسين
ضمان جودة التعليم العالى
يقول الدكتور نجيب عبد الواحد معاون وزير التعليم العالي ومسؤول ملف الجودة في الوزارة إن الجودة في التعليم العالي هي "جودة مخرجات العملية التعليمة، أي الشهادة وحامل هذه الشهادة".
وبرأي الدكتور عبد الواحد فإن الطالب عندما ينتسب إلى كلية أو تخصص ما فإنه بذلك "يوقِّع عقدا أدبيا مع القائمين على تلك المؤسسة التعليمة التي سيدرس فيها، وهذا العقد يتضمن التزام المؤسسة بتقديم توصيف للمعارف والمهارات التي سيكتسبها الطالب خلال سنوات دراسته، وتهيئة العملية التعليمة داخل المؤسسة لتتيح للطالب فعلا اكتساب تلك المعارف والمهارات، وهذا هو جوهر الجودة في التعليم العالي".
وهذا الموضوع يتطلب إطلاع الطالب على مفردات المنهاج الذي سيأخذه خلال سنوات دراسته، وكذلك حجم التدريب العملي، ومجالات العمل ما بعد التخرج، وسعت وزارة التعليم العالي بداية العام الدراسي الحالي إلى طباعة "دليل الطالب"، لكن ذلك الدليل الذي تضمن عدة وريقات لم يتضمن سوى قائمة بأسماء الكليات والتخصصات التي تجاوزت المئات وبعضها جديد كليا.
أما الدكتور باكير الذي شارك بالعديد من الدورات وورشات العمل حول الجودة في التعليم العالي داخل وخارج سورية فيرى من جانبه أن هناك أكثر من مفهوم ومنظور للجودة التعليمية، ولا يوجد اتفاق شامل عالمي حول تعريف الجودة في التعليم، ويقول "إذا قاربنا المفهوم من وجهة الإعلان الدولي للتعليم العالي الصادر عن الأمم المتحدة نجد أنّ ضمان الجودة مفهوم متعدد الأبعاد يشمل جميع وظائف وأنشطة التعليم العالي: التدريس، والبرامج الأكاديمية، والبحث العلمي، والعاملين الإداريين، والطلاب، والمباني، والتجهيزات، والخدمات المساعدة للعملية التعليمية".
متى وأين ظهر مفهوم ضمان الجودة في التعليم العالي
قد يكون من المفيد بداية الإشارة إلى أنّ مفاهيم الجودة التعليمية وأنظمتها تختلف اختلافاً كلياً عن النماذج الإدارية للجودة التي وُضعت من أجل الصناعة والخدمات مثل DIN EN ISO 9000 ff و TQM، بل إنّ تبني هذه الأنظمة غير ممكن للتعليم العالي.
وتعتبر بريطانيا أول دولة اهتمت في تطبيق الجودة في التعليم العالي، وهي الآن رائدة العالم في هذا المجال، وبدأ ذلك الاهتمام منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي العشرين، حيث أسست أول وكالة متخصصة في العالم في ضمان الجودة في التعليم العالي وهي "Quality Assurance Agency"، وبعد ذلك بدأت دول الإتحاد الأوربي الاهتمام بهذه المسألة، ثم دول العالم الأخرى.
ورغم أنه حتى الآن لا يوجد نموذج لإدارة الجودة طُوٍّر خصيصاً للتعليم العالي، إلا أن بعض الدول "خاصة الأوربية" منها تعمل حالياً على صياغة معايير ضمان جودة وأهلية التعليم العالي ضمن إطار قومي National Qualification Framework ، وقد حصلت على بعض النتائج الأولية، كما أن العمل قائم حالياً داخل الإتحاد الأوربي من أجل صياغة أطر أو معايير ضمن دول الاتحاد European Qualification Framework.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق